{وَيَوْمَ حُنَيْنٍ} يعني: أذكروا أذكروا يوم حنين {إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ} حنين وادي، وادي بين مكة والطائف، واتجه فيه جيش المسلمين وهم متجهون لمحاربة هوازن، وكان الكافرين في تلك المرحلة قد تجهزوا في الوادي للهجوم على المسلمين، الجيش الإسلامي تحرك وهو لأول مرة وصل عدده إلى عدد كبير اثنا عشر ألف مقاتل، فالكثير من المسلمين ممن كان لديهم قصور في وعيهم وفهمهم أعجبوا بتلك الكثرة وراهنوا عليها واعتمدوا عليها، إعجابهم بالكثرة واطمئنانهم إليها ورهانهم عليها قلل من اعتمادهم على الله سبحانه وتعالى والتجائهم إليه، وقلل من اهتمامهم وجديتهم في الأخذ بالأسباب في مواجهة العدو، وهذا ما يجب أن يحذر منه المؤمنون عندما يتحركون في سبيل الله، أن لا يغتروا ولا يركنوا لا إلى كثرة ولا إلى إمكانيات، وأن تكون حالتهم في الالتجاء إلى الله والاعتماد على الله والتوكل على الله وهم يتحركون في سبيله عددهم وقلة عدتهم،
اقراء المزيد